أبرز 6 أخطاء تقع فيها عند شراء تلفزيون جديد!

 التقنية تتطور باستمرار، ولا تقف، وكذلك المحتوى، لا يتوقف عن التطور. وبمناسبة ذكر التطور، لابد أن نذكر أن هناك العديد من التقنيات الجديدة التي نضجت وتم إطلاقها للبيع على المستوى الاستهلاكي الشعبي في جميع دول العالم. أجهزة تلفزيون حديثة تدعم دقات متقدمة جدًا بدءً من 4K وحتى 8K، وإصدارات منها تدعم تقنيات الرؤية HDR بجميع إصداراتها، والكثير والكثير من التقنيات الجديدة. ومع مرور الربع الأول من عام 2021 والذي كان قد شهر تطورًا عظيمًا في الاختراعات الجديدة الخاصة بأجهزة التلفزيون على المستوى الاستهلاكي، نعرض عليك الآن أبرز 6 أخطاء شائعة نفعلها بشكل تلقائي وارتجالي عند شراء تلفزيون جديد.

أبرز 6 أخطاء تقع فيها عند شراء تلفزيون جديد!


1. الاعتماد في المفاضلة على الإصدارات المعروضة للمعاينة في معارض التلفزيون

يعتمد الكثير منا على معاينة ومقارنة دقة عرض الألوان بين مختلف الشاشة المعروضة في أي ركن مخصص لأجهزة التلفزيون بجميع المعارض. من المنطقي أن نصدق تلك المعاينات لأن هذه حقيقة الشاشة التي سنشتريها الآن، لما لا نعتمد على تلك المقارنات؟! في الحقيقة، يختلف الواقع تمامًا من هذه الناحية.

في الظروف المعتادة، تأتي كل شاشة بمحتوى مُخزن عليها من قبل المُصنع لعرضها في صالات العرض، من الممكن أيضًا أن يكون من خزن عليها المحتوى المعروض هم العاملون بصالة العرض أيضًا، وبالتالي لن توجه أية ضمانات لتحديد دقة الصورة المعروضة حاليًا على كل شاشة. من الصعب تقييم شاشة تلفزيون بدون إجراء مراجعة عادله وإتاحة الفرصة لمحتوى عالي الدقة بالظهور على شاشته ثم محاولة إجراء التقييم بعد تلك العملية.

بخلاف ذلك، يمتلك كل إصدار معروض من أجهزة التلفزيون على ضبط مسبق، خاص بدرجة عمق الألوان والسطوع وكل تلك الأمور المتحكمة في درجة ألوان الشاشة الظاهرة أمامك والتي ستكون على الأغلب أكثر تشبعًا بالألوان وأكثر سطوعًا عن المعايرة الطبيعية. يعتبر هذا الأمر بمثابة تجربة سريعة للتلفزيون الذي ستشتريه، وهو لا ينطبق على الاستخدام الطبيعي الخاص بك على المدى البعيد.

هناك أشياءٌ أخرى يجب عليك معاينتها في صالات العرض، مثل تجربة زوايا الرؤية المختلفة لتحديد مدى فاعلية التلفزيون الجديد في غرفة معيشتك على سبيل المثال. يمكنك أيضًا تفقد واجهة نظام تشغيل التلفزيون لتعرف إن ما كانت مناسبةٌ لك أم لا. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك رؤية ومعاينة التصميم الخارجي للتلفزيون ومعرفة إن كان مناسبًا لك من الناحية الجمالية أم لا.

2. الاعتماد على رأي مندوب البيع

تقوم الغالبية العظمى من بائعي التجزئة بتدريب العاملين لديهم على إتقان مهارات البيع بدلًا من تقديم مشورة مفيدة للعملاء، حيث يكون كسب المال هو هدفهم الرئيسي. هذا يعني أن البائعين غالبًا ما سيدلونك على الخيارات الأغلى والأعلى تكلفة حتى وإن لم تحتاج إلى نصف مواصفاتها التقنية، يكفيهم أنك ستشتري الأغلى سعرًا فقط.

تذكر أنه سيكون هناك حوالي 100 إصدار مختلف من أجهزة التلفزيون، لذا لا تتوقع من البائع أن يكون مُدربًا ومُلِمًا بجميع مواصفات، مميزات وعيوب أجهزة التلفزيون المعروضة جميعًا. من الغالب أيضًا بأن هؤلاء البائعون قد يوجهونك عمدًا لشراء إصدارٍ ما بدلًا من غيره، وقد لا يكون الأفضل. من الممكن أن يتم هذا الأمر لمجرد أن مديرهم أخبرهم بذلك، ولأنهم سيحصلون على نسبة مُحددة من مبيعات بعض الإصدارات.

يمكنك أن تذهب إلى الفروع الرسمية وصالات العرض الخاصة بالوكلاء والموزعين المعتمدين للعلامات التجارية الخاصة بإنتاج أجهزة التلفزيون. من المفترض أن يعطونك بعض المعلومات الغير مبالغ فيها لأنه لا يوجد هناك أي منافس. فقط عليك أن تتوقع أن يبالغوا في مميزات أجهزة التلفزيون الخاصة بهم.

أعتقد أنك لابد أن تضع بعض المصادر الغير مستفيدة من أرقام المبيعات الحقيقية، مثل الصحفيين، المدونين والمراجعين التقنيين الذين نالوا ثقتك على مدار فترة ليست بالقصيرة.

3. الأغلى سعرًا، لن يكون الأفضل بالضرورة دائمًا

من المعلومات الخاطئة الشائعة أن أجهزة التلفزيون رخيصة الثمن دائمًا ما تُضحي بجودة الصورة المعروضة مقابل السعر المنخفض. في الواقع، ارتفاع أو انخفاض سعر التلفزيون لن يؤثر بالقدر المُتخيل على جودة الصورة. أجهزة التلفاز ذات السعر المنخفض تعتمد في تسعيرها على تخلصها من كل شيء سيزيد من سعر أجهزتها، وبذلك لن يكون هناك ما يكلف المال إلا ثمن شاشة العرض نفسها، وهو الأمر المُبشر.

تذكر أنك في النهاية تدفع الأسعار المرتفعة مقابل المميزات الإضافية، وليس جودة الصورة. وهذا هو الأمر الذي دفع بعض الشركات المُصنعة إلى تخفيض أسعار أجهزة التلفزيون الخاصة بها من جميع الجوانب، إلا دقة العرض. أدى هذا الأمر بعد ذلك إلى اكتساح هؤلاء المصنعين للسوق والسيطرة على ولاء العملاء؛ لأنهم يوفرون أفضل دقة عرض بأقل سعر.

ما لن تحصل عليه بسعر منخفض هو تلفزيون بدقة 8K على سبيل المثال، أو بمعدل تحديث إطارات مرتفع بمستوى 120 هرتز على سبيل المثال. سيحرمك السعر المنخفض أيضًا من الحصول على بعض المميزات مثل وجود منفذ HDMI الجيل 2.1 أو وجود الجيل الثاني من معالجات الصورة. الخلاصة أنك إذا أردت تلفزيون لمشاهدة المحتوى فقط بدقة صورة مرتفعة، فلن تضطر إلى دفع الكثير.

4. نسيان تحديد الميزانية مُسبقًا لمكبرات الصوت

أصبحت أجهزة التلفزيون أكثر نحافة وأقل سمكًا للحواف. جعل هذا الأمر من تضمين تلك الإصدارات على مكبرات صوت قوية وكافية أمرًا غاية في الصعوبة. يعتمد المصنعون الآن على دمج مكبرات صوت بقوة متوسطة للغاية وموجهة للأسفل، بحيث يرتد الصوت ليعود إلى المشاهد في هيئة موجات. تؤدي تلك العملية إلى ضعف إنتاج الصوت، مما قد يُهيئ لك أن التلفزيون الحديث أسوأ من القديم.

إذا كان الصوت أمرًا مهمًا بالنسبة إليك، عليك التفكير بتخصيص وتحديد ميزانية لمكبرات الصوت الخارجية لإثراء تجربتك. تُعد إصدارات Sound Bar من مكبرات الصوت مناسبة ماديًا ومن حيث عدم الحاجة إلى مساحة كبيرة لوضعها بالنمط المناسب.

إذا كنت تخطط لشراء مكبرات صوت خارجية، عليك البحث عن منفذ ARC أو eARC بقائمة منافذ التلفزيون القادم. يُقصد بــARC قناة إرجاع الصوت إلى المكبرات مرة أخرى، ومن الممكن استخدام كابل HDMI لاتمام هذا الأمر. هناك أيضًا مخرج eARC وهو الجيل الثاني من ARC. يقدم الجيل الثاني خيارات أفضل من ناحية تقديم زمن أقل لمزامنة الحركة على الشاشة وتوصيل الصوت إلى مكبرات الصوت بالإضافة إلى دعم تقنيات Dolby Atmos وDolby TrueHD.

5. تجنب شراء أجهزة التلفزيون الذكية Smart TV

يريد بعض الأشخاص عدم اقتناء تلفزيون جديد مُصنف كتلفزيون ذكي، ولا أعلم السبب وراء ذلك حقًا. ربما اشتروا واحدًا منذ عدة سنوات، عندما كانت الأنظمة التشغيلية لأجهزة التلفزيون بطيئة ومُحبِطة إلى حدٍ كبير. ربما لم يشعروا بالتشويق نحو إصدارات التلفزيون الذكي.

إن كنت واحدًا من هؤلاء المستخدمين الذين لا يفضلون اقتناء تلفزيون ذكي، أعتقد أنك لن تجد واحدًا من الإصدارات القديمة الآن، لسوء الحظ. يمكنك أن تشتري تلفزيون ذكي وتعطيل جميع ميزاته التي من المفترض أن تحصل عليها مثل عدم توصيله بشبكة الانترنت. لكنني لا أنصحك بهذا الأمر، لأن الشركات باتت تعول الآن على إرسال تحديثات تشغيليه لأجهزة التلفزيون عبر النت لإصلاح الأخطاء التي قد تكون ببرمجة نظام التشغيل الخاص بتلك الإصدارات.

إن كنت لست مرتاحًا مع الأنظمة التشغيلية الحالية –بالرغم من تطورها على مدار سنوات طوال- الخاصة بأجهزة التلفزيون الذكية، يمكنك أن تشتري أحد البدائل مثل Apple TV أو Roku أو Google Chromecast ثم الاستعانة بها في بث المحتوى عبر الانترنت.

6. عدم شراء جهاز تلفزيون جديد بسبب رُهاب تفويت التقنيات الحديثة

هل تحتاج تلفزيون جديد أم تريد شراء تلفزيون جديد؟ إذا كنت ترغب في الحصول على جهاز تلفزيون جديد، عليك أن تختار إصدار مناسب بسعر يناسب ميزانيتك. يميل بعض المتحمسون إلى عدم الشراء بشكل فوري وتفضل انتظار الإصدارات الأحدث بالتقنيات الأحدث بدلًا من ذلك. لا يميل هؤلاء إلى التخلص من أموالهم وشراء تلفزيون جديد، بل يريدون دومًا الانتظار حتى شراء شاشات تلفزيون بتقنيات جديدة. يتحول هذا التفكير في مرحلةٍ ما إلى هوس، يُطلق عليه FOMO اختصارًا لكلمات Fear Of Missing Out أي رُهاب تفويت ما هو جديد.

تتطور تقنيات العرض بصورة دائمة وبوتيرة سريعة. جميعنا يتذكر سنوات الشراء للشاشات كبيرة الحجم والتي كانت بتقنية CRTs، والشاشات التي تلتها بتقنية LCD. وبنفس المنوال، من الممكن توقع شاشات تلفزيون بتقنيات MicroLED وQNED أن تُطرح في السوق على مستوى استهلاكي لن يكون قريبًا جدًا. لكنها ستكون باهظة الثمن أيضًا بشكل مبالغ فيه.

إذا كنت تحتاج تلفزيون جديد؟ اشتري واحدًا الآن مناسب لميزانيتك واحتياجاتك، وإن لم تحتاج إلى شراء واحد جديد، يمكنك الانتظار حتى التعرف على التقنيات الجديدة بالإصدارات الحديثة. أما إن كنت تحتاج شراء واحدًا وقررت أن تنتظر، فعليك المعرفة بأنك ستنتظر طويلًا حتى تمتلك أحد الإصدارات الجديدة بسعر مناسب. تذكر عندما تم إطلاق شاشات تلفزيون بتقنية العرض OLED كان سعرها أضعاف أضعاف ما هي عليه الآن، ولكنه الوقت، ما جعل منها في متناول الأيدي.

من الأفضل دائمًا شراء تقنية ناضجة بما يكفي حتى تستثمر فيها أموالك.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    close